
في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة، تبرز الحاجة إلى اعتماد سياسات تدعم مجتمعات شاملة ومستدامة. وفي هذا الإطار، يأتي مؤتمر “الإنصاف والتنوع والإدماج: الرافعة الاقتصادية والاجتماعية”، من تنظيم مرصد التوظيف المستدام وإعادة التأهيل المهني التابع لجامعة كييبيك في تروا ريفيير بكندا، بالتعاون مع وزارة التكوين المهني والتشغيل في تونس، كمنصة استراتيجية تجمع بين الفاعلين المحليين والدوليين لتبادل الرؤى والخبرات، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز ثقافة المسؤولية الاجتماعية للشركات في تونس.

تشجيع الاحتفاظ بالكفاءات المحلية: دعم عادل لشباب تونس
يسعى المؤتمر إلى تعزيز دور الشباب التونسي عبر تشجيع سياسات تُبقي على الكفاءات المحلية وتمنحهم فرصًا عادلة للمشاركة في تطوير البلاد. فالاحتفاظ بالكفاءات لم يعد خيارًا، بل ضرورة لتقدّم تونس. يشير المؤتمر إلى أهمية إشراك الشباب في صنع القرار، خاصة فيما يتعلق بالتوظيف والابتكار وريادة الأعمال.
المسؤولية الاجتماعية للشركات: من النظرية إلى التطبيق
يركّز المؤتمر على تفعيل قانون المسؤولية الاجتماعية (قانون 2018)، الذي يُعدّ إطارًا قانونيًا لتحفيز الشركات على تحسين أدائها الاجتماعي والبيئي. ومن بين محاوره:
تطوير تدريبات عملية لتطبيق القانون.
تعزيز المساواة والشفافية.
دعم المجتمعات المحلية عبر مشاريع تنموية.
نموذج حوكمة شامل ومتعدد الأطراف
يتناول المؤتمر ضرورة بناء نموذج حوكمة شامل يدمج الفاعلين الاقتصاديين، المؤسساتيين، والمجتمع المدني في صياغة السياسات التنموية. هذا التعاون بين القطاعين العام والخاص يُعدّ شرطًا أساسيًا لتحقيق رؤية تنموية شاملة تُراعي احتياجات مختلف الفئات.

توجيه الشركات التونسية نحو أفضل الممارسات الدولية
سيوفر المؤتمر فرصة للشركات التونسية للتعرف على نماذج دولية ناجحة في مجالات الإنصاف والتنوع والإدماج، بهدف:
تحسين الأداء المؤسسي.
تعزيز القدرة التنافسية.
تبني استراتيجيات شاملة تعود بالنفع على الجميع.
منصة للشباب الباحثين والمحترفين
يُعدّ المؤتمر مساحة حيوية للشباب الباحثين والمحترفين لتقديم أفكارهم والمساهمة في ابتكار حلول جديدة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية. كما سيعزز التعاون بين الجامعات والمؤسسات الاقتصادية، مما يشجع على البحث التطبيقي الموجه نحو التنمية.
نحو تونس أكثر شمولية وعدالة
يؤمن القائمون على المؤتمر أن بناء تونس المستقبل يبدأ من دمج كل فئات المجتمع، وتمكينهم من لعب دور فعّال في التنمية. ويتماشى هذا التوجه مع أجندة 2030 للتنمية المستدامة، التي تشدد على إشراك الشباب والنساء والفئات الهشة في عملية التغيير.
مؤتمر استثنائي في توقيت مفصلي
يُعدّ هذا المؤتمر، بتنظيم من مرصد التوظيف المستدام وإعادة التأهيل المهني بجامعة كييبيك في تروا ريفيير، وبالشراكة مع وزارة التكوين المهني والتشغيل، أكثر من مجرد حدث؛ بل هو فرصة استثنائية لتونس لتجسيد التحول نحو اقتصاد ومجتمع أكثر عدالة وتنوعًا. عبر الحوار، التكوين، والتشبيك، يمكن أن يشكل هذا المؤتمر نقطة انطلاق نحو مستقبل اقتصادي مستدام و مجتمع أكثر إنصافًا.